كلمة المؤرّخ الكبير السيد حسن الأمين العاملي «رحمه الله»

المحرر

كلمة المؤرّخ الكبير السيد حسن الأمين العاملي «رحمه الله»

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد محمد الروحاني الحسيني بن السيد محمود

ولد في قم سنة 1333 هـ ، وتوفي فيها سنة 1418 هـ ، درس المقدمات وقسماً من السطوح على يد كبار المدرسين في قم المقدسة، ثم هاجر إلى العراق عام 1355 هـ ، فنزل كربلاء حيث أكمل دراسة السطوح فيها، ثم هاجر إلى النجف الأشرف، وحضر أبحاث كبار الأساتذة، وبعد وفاة المحقق الشيخ محمد كاظم - صاحب التقريرات - طلب من السيد الخوئي أن يبدأ معه بحثاً خارجاً، وبدأت علاقة التلمذة بين السيد الروحاني وبين السيد الخوئي.

واستمرت العلاقة الدراسية زهاء سبع سنوات تقريباً.

وكان ابناً باراً لزعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف السيد الخوئي، وعضداً له، وصاحب مدرسة متميزة في الفقه والأصول.

وفي غضون هذه المدة كان يقوم بالتدريس.

واشتهر بحثه بالتجديد العلمي، على الصعيدين الفقهي والأصولي، وكان مجلس درسه معترك النظريات والآراء العلمية في شتى المجالات، ولم يكن يحضر ويستفيد من بحثه إلا النخبة من الفضلاء في الحوزة.

وكان يدَرّس الأصول بالمقدار الذي يكون الفقه في حاجة له، فيحذف الزوائد أو يختصرها ولا يسهب فيها، وهذا واضح أيضاً لمن تأمل في تقريرات بحثه التي طبع بعضها مؤخراً باسم منتقى الأصول.

ثم انتقل إلى قم في حدود سنة 1397 هـ ، وذلك إثر التسفير القسري الذي قام به النظام العراقي لكثير من العلماء في الحوزة العلمية قهراً.

وما إن استقرّ به المقام في قم المقدسة حتى بدأ بحث الخارج فقهاً وأصولاً، فحضر دروسه وأبحاثه جمع من الفضلاء والطلاب، وبقي مشتغلاً بالتدريس وتخريج العلماء والمحققين لا يشغله عن ذلك أي شاغل، وكان يحضر تحت منبره المئات من فضلاء الحوزة العلمية في قم حتى آخر أيام حياته.

وقد تتلمذ عليه في البحث الخارج فقهاً وأصولاً جمع من العلماء، من أبرزهم:

الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وقد لازم بحث السيد الروحاني خارجاً ابتداءً من سنة 1367 هـ ، إلى أن استقل بالتدريس سنة 1386 هـ .

الشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم، نجل السيد محسن الحكيم، حضر عليه مدة لا تقل عن عشرين سنة فقهاً وأصولاً، وكان الشهيد يسجل جميع ما يستوعبه من دروس أستاذه ولطائف تحقيقاته على شكل تقريرات.

الشهيد السيد علاء الدين الحكيم، نجل السيد الحكيم.

السيد محي الدين الغريفي، وهو من العلماء المحققين، خصوصاً في علم الحديث والرجال والدراية، وله كتاب قواعد الحديث.

وممن درس عليه: الشيخ محمد مهدي شمس الدين، والشيخ محمد رضا الجعفري، والسيد محمد حسين فضل الله، والشيخ محمد مهدي الآصفي، والسيد محمد مهدي الروحاني، والسيد محمد الترحيني، وغيرهم كثيرون.

وللسيد الروحاني العديد من المؤلفات يُذكر منها:

شرح استدلالي مبسوط على مكاسب الشيخ الأعظم الأنصاري.

شرح استدلالي على كتب الطهارة والصوم والصلاة في العروة الوثقى.

رسالة في استصحاب العدم الأزلي.

رسالة في فروع العلم الإجمالي.

وله جملة من التقريرات، بعضها مطبوع، منها منتقى الأصول من تقرير الشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم، والمرتقى إلى الفقه الأرقى، تقرير الشيخ محمد صادق الجعفري.

هذا بالإضافة إلى عشرات التقريرات العلمية فقهاً وأصولاً بأقلام تلامذته التي مازالت مخطوطة.

مرجعيته:

كان السيد الروحاني الركن المساند لمرجعية السيد الخوئي، وذلك منذ البادرة الأولى لتصدّيه للمرجعية الدينية.

وبعد وفاة السيد أبو القاسم الخوئي في النجف الأشرف، كان الروحاني من أبرز المرشحين في الحوزة العلمية.

وحين وفاته كان مقلدوه ينتشرون في كثير من أنحاء العالم [1] .

 

[1]  مستدركات أعيان الشيعة: 8 / 248.