بيانُ السيد الروحاني (قده) حول التحاق أبناء الشيعة بالمدارس الحكومية

المحرر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السادة إخواننا المؤمنين : وفقكم الله لمراضيه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد: فقد كثُر التساؤلات في الآونة الأخيرة حول دخول أبناء الطائفة الشيعية المدارس التقليدية العصرية التي تتبنّى في موادها الدينية المختلفة: العقائدية والتفسيرية والتاريخية وغيرها نظريات تتنافى تماماً مع وجهات نظر الطائفة الإمامية فيها . وقد وردتنا أسئلة كثيرة من أقطار ومناطق مختلفة بشأن الموضوع، يَطلب فيها المؤمنون حكمالمسألة من الناحية الشرعية . وبما أنَّا لاحظنا أن المشكلة شبه عامة في بعض البلاد فقد آثرنا أن نقترح حلاً أساسياً مرَّ على تجربة ناجحة، ونسترعي انتباه المؤمنين إليه، حلاً يضمن المحافظة على عقائد وإيمان الجيل الجديد من شبابنا، وفي الوقت نفسه يحول دون حرمانهم عن الثقافة العصرية التي تفتح أمامهم آفاق المستقبل المشرق، وتبني له أُسُس الحياة الحضارية الحديثة . والحل المقترح الذي مرَّت عليه تجربة ناجحة في سوريا، حيث أن إخواننا هناك كانوا يعانون المشكلة منذ زمن بعيد، لأن المواد الدينية يدْرُسها حتى طلاب مدارسهم الأهلية الخاصة من خلال الكتب التي أعدَّتها وزارة التربية والتعليم السورية، وهي معلومة المضمون والمحتوى من ناحية النظريات التي تتبناها في مختلف المسائل الدينية . أجل، نحن نقترح توفير الفرص اللازمة للتقدم العلمي والحضاري والتقني لجيلنا الجديد المؤمن، لأن آمال مستقبل الطائفة معلَّقة عليهم، وهم سوف يتسلَّمون زمام مسؤوليات حياة الطائفة في مناطقهم . فحرمانهم عن الثقافة العصرية في مختلف حقولها ومراحلها تفريط بحقِّهم بالدرجة الأولى، ولهذا الحرمان مضاعفات سلبية تنعكس على الطائفة ككل بالدرجة الثانية . فيبقى الاهتمام على هذا الجانب، ومن جانبآخر العمل الجاد المثمر لتوجيههم دينياً وتوعيتهم عقائدياً في الأجواء الخاصة النظيفة، عن طريق إعداد كتب وكرَّاسات، وتشكيل حلقات دينية تعالج الجانب الروحي والمذهبي، وتعمل على تعبئتهم خاصة في نقاط الخلاف، إلى درجة لا تؤثر فيهم كل هذه الدعايات . وعلى العلماء الأماثل الأماجد حفظهم الله أن يراعوا هذا الجانب من مشكلة شبابنا، ويعيروه أكبر اهتماماتهم.

وأسال الله سبحانه أن يوفقكم وإيَّانا لخدمة دينه والدعوة إلى سبيله، ويأخذ بيد الجميع إلى ما فيه الخير والصلاح.

 

الجمعة 7 رجب 1413هـ .

الروحاني