بيانُ الإمام الروحاني ( قده ) بمناسبة رحيلِ سماحة آيةِ الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري ( قده )
مكتبُ سماحة آية الله العظمى السيد الروحاني
دام ظله
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّا لله وإنَّا إليهِ راجعون ، بمزيدٍ من الأسى والحُزنِ ننعى إلى العالم الإسلامي بوجهٍ عامٍ ، وإلى الطائفَةِ الشِيعيةِ في العَالمِ بوجهٍ خاص ، رحيلَ المرجعِ الدِينيِ آيةِ اللهِ العُظمى السّيِّد عَبدِ الأعلى السَبزواري ( قده ) الَذّي كانَ بحقٍ عَلَمَاً من أعلامِ الحوزةِ العِلميةِ ، وسَندَاَ وذُخراً للطَائفةِ الشِيعية ، وكهفَاً مَنيعاً للمظلُومينَ المُضطهدِّينَ في العراق .
أَجَلْ لَمْ يَمر أكثر من عَامٍ عَلى رَحيلِ زَعِيمِ الطائفةِ الأكبر ، ومرجِعها الأعلى ، السيِّد الخوئي ( قده ) الذَّي أثكلَ الأمةَ بفقدهِ ، حتى فقدَ العالمُ الإسلاميُ رُكناً آخرَ مِن أركانهِ ، وعَلَمَاً كَبيراً مِنْ أعلامهِ ، في ظُروفٍ حسَّاسةٍ وراهنةٍ ، تَكونُ الأمةُ فيها بأمسِّ الحاجةِ إلى أمثالِ هؤلاءِ الأماثلِ الأماجد .
ومما لا يخفَى عَلى أحدٍ تضحياتُ وتفاني فَقِيدنا الرَّاحلِ في سبيلِ تَعزيزِ حَوزةِ النَجفِ الأشرف ، وحفظِ كيانها ، وَدَعمِ الحوزَاتِ الأخرى ، ومُتابعةِ عملهِ العلميِ حتى في أُخريَاتِ حيَاتهِ الشَّريفةِ ، وَموقفهِ المُشرِّف في مُوَاجهةِ الظالمين في تَحدياتهم للنَّجفِ الأشرف والعِراقِ وكِيَّانِ الإسلام ، وبهذهِ المُنَاسبةِ الأليمةِ ، والُمصابِ الجلَّل ، أصدرَ سيِّدنا آيةِ اللهِ العظمى السَّيد الروحاني ( دامَ ظِلُهُ الوَارِف ) البَيانَ التأبِينيَ التالي :
أَتَقدَمُ بالتعزيةِ إلى سَاحةِ قُدسِ مولانا الحُجِّة صَاحبِ الزَمَانِ ( أرواحُنَا فِدَاهُ ) والحوزَاتِ العلميةِ ، بفقدِنَا خَادمَاً مِنْ خدَّامِ الشَريعةِ ، وأنعى الأمَةَ الإسلاميةَ وأُعزِّيها بفقدِ عَلَمٍ من أعلامِها ، وَمَرجِعٍ مِن مَرَاجِعها العِّظام ، كما أُعزِّي أسرةَ الفَقيدِ الراحلِ ، تغمدَّه اللهُ برحمتهِ ، وألحقهُ بآبائهِ الطاهرين ، والأئمةِ الميامين ، وَوَفقنّا للسيِّر على مِنهاجِ علمائنا الماضين ، رضوانُ اللهِ عَليِهم أجمعين ، والالتزامِ بِتعاليمِ الأئمةِ الهُدَّاةِ المعصُومينَ ، سَلامُ اللهِ عليهم أجمعين ... ألهمنَا اللهُ وجميعَ المُصابين الصبر ، وأجزلَ لنا ولهمُ الأجر .
مُحَمَدُ الرَّوحَاني
28 / صفرُ المُظفَّر / 1414 هـ
( الروحاني)
