كلمةَ سماحة العلامة الشيخ مهدي المصلي ( دام مؤيداً )
كلمةَ سماحة العلامة الشيخ مهدي المصلي ( دام مؤيداً )
بسم الله الرحمن الرحيم
في يوم الخميس ، وما أكثر رزايا يوم الخميس ، التاسع عشر من شهر ربيع الأول ، من عام ألف وأربعمائة وثمانية عشر من الهجرة النبوية ، على مشرفها وآله أفضل الصلاة والسلام ، غادر هذا العالَم محفوفاً بكل كرامة وتبجيل ، بالعمل الجميل ، والثناء الجزيل ، صاحب الأخلاق الطاهرة ، والكرامات المتواترة ، سماحة الأستاذ الأعظم ، آية الله العظمى ، وحجته الكبرى ، السيد محمد الروحاني ( قدس سره الشريف ) ، أستاذ الفقهاء والمجتهدين ، ومروج شريعة سيد المرسلين ، سلطان الفقه والأصول ، ومحرر الألباب والعقول ، ومحقق قواعد المنقول والمعقول ، مَن دانت لعلو رتبته الرقاب ، وخشعت لأبكار أفكاره الألباب ، وتمثلت في شمائله خلائق المتقين ، وفي تعامله أخلاق المرسلين .
غادرَ هذا العالَم ، مَن كان لطلابه وسائر المؤمنين أباً رحيماً ، ومربياًَ عظيماً ، أخلصَ لربه الكريم ، ورحلَ إليه بقلب سليم ، لم يتهاون في حق ، ولا أقر لباطل ، ما غرته الأموال ، ولا أرخت عزيمته الأهوال ، بل كان كالجبل الراسخ ، ترتد عنه العواصف العاتية ، مهزومة مذعورة ، يستقبل بابتسامته الهادئة الخطوب الجسام ، ويخفي في صدره الأحزان والآلام ، فكأنه يريد أن يتحمل وحده الأسقام والمصاعب ، ليرفع عن كاهل الأمة الآلام والمتاعب ، طلبته المرجعية ولم يطلبها ، فقام بها خير قيام ، في سني خمس كسني أمير المؤمنين ، لتكون نموذجاً يحتذي به كل من يتصدى بعده لإدارة شئون المسلمين ، فرحمه الله رحمة الأبرار ، وحشره مع محمد وآله الأخيار ، ورزقنا شفاعته يوم الدار ، ونحن إذ نعزي بفقده صاحب العصر والزمان ، نسأل الله أن يتقبل من الأمة هذا القربان ، ويعوضها عن فقدها له ، ومصيبتها فيه ، بالتعجيل في فرج ولي أمرها إمام الإنس والجان ، وشريك القرآن ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [1] .
مهدي المصلي
19 / ربيع الأول / 1418 هـ