كلمة سماحة آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين ( قده )

المحرر

 

كلمة سماحة آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين ( قده )

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

  الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وعلى صحبه الذين اتبعوه بإحسان ، والتابعين لهم إلى يوم الدين .

 

    ومن أعظم وأجل وأشرف التابعين لهم : هم القادة الدينيون ، الذين بوأهم الله سبحانه وتعالى وأنعم عليهم بنعمة العلم والفقاهة ، ووفقهم ليصلوا إلى مركز المرجعية الدينية ، التي لا تكون إلا بشروطها ، وحينما لا تتوفر فيها شروطها تكون اغتصاباً وكذباً وتزويراً ودجلاً على الناس ، فشرط التقوى العدالة والاستقامة والعلم الناضج والمشهود به من أهله ، وليس مجرد ادعاء العلم ، والتقوى الواقعية التي تثبت على التجارب ، وليس مجرد التظاهر بالتقوى ، والبعد عن زخارف الدنيا ، وعن مساعي الشهرة ، وعن الاستهلاك في آلات هذه الأمور ووسائلها ، وفي جميع الحالات البعد عن الحزبية والتحزب والخروج عن دائرة الفئوية والتحزبات ، حينما تتوفر هذه الشروط الموضوعية في إنسان فإنه يكون من أهل المرجعية .

    وبعد ذلك ، فلكل إنسان من هؤلاء رتبته ومقامه ، وأجلهم مقاماً أكثرهم تضحية ، ونكران ذات ، وتحملاً للأذى في سبيل الله سبحانه وتعالى .

    فجعنا فجر هذا اليوم بوفاة أحد مراجعنا العظام ، السيد الروحاني ، الذي توفاه الله مساء البارحة في قم على إثر عارض صحي مفاجئ ، فاصطفاه الله إليه ، بعد أن كان يمثل نموذجاً عالياً للفقيه الكبير ، والمضحي الكبير ، وبعد أن كان يمثل نموذجاً محكماً للمرجع الصالح ، الذي يرعى الناس جميعاً ، والذي لا ينطلق من أفق حزبي أو فئوي ، ولا ينطلق من جهة من الجهات ، وإنما ينطلق من الجهة الجامعة ، التي هي الإسلام العزيز الواسع ، والتي هي خط أهل البيت ، الذي بقي أميناً عليه إلى أن توفاه الله إليه .

    نحن إذ نعزي الأمة الإسلامية ، ونعزي المراجع العظام في النجف وفي إيران ، وإذ نعزي الحوزات العلمية الدينية في النجف وإيران ولبنان وسائر البلاد الإسلامية ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد فقيدنا الجليل برحمته الواسعة ، ويسد هذه الثغرة التي حدثت برحيله ( رضوان الله عليه ) [1]  .

[1]  هذه الكلمة مقتطعة من خطبة الجمعة 25 / 7 /1997 م